بدأت فكرة الشركات الصغيرة (startups) التي قد تبدأها من جراج أو غرفة في منزلك لتتوسع وتصبح تساوي ملايين الدولارات بعد عدة أعوام بأسماء شركات تاريخية في عالم ريادة الأعمال مثل ميكروسوفت وجوجل اللاتي بدأتا في فترة الثمانينات والتسعينات. أعطى النمو الكبير الذي حققته هذه الشركات، والتي أطلق عليها في عالم الأعمال اسم اليونيكورن Unicorn، الأمل لكثير من الطلاب الشباب حول العالم أن بإمكانهم بدء شركة بفكرة جديدة ومتميزة تسمح لهم ببناء مشروع ناشئ ليتحول بعد سنوات معدودة إلى شركة تساوي الملايين.
على الرغم من نجاح بعض الأمثلة التي اتبعت هذا النموذج وظهور أسماء مثل مارك زوكربيرج بمشروع فيسبوك، إلا أن معظم المحاولات قد فشلت وبدأ هؤلاء رواد الأعمال الشباب يستوعبون فكرة أنه مهما كانت فكرة مشروعك الناشئ جيدة وجديدة، فلا يعتمد النجاح على قوة الفكرة فقط.
بعد مرور 20 عاماً على بداية فكرة ال startup بدأت العديد من الشركات التي اتبعت هذا النموذج تعاني لكي تستمر وينطبق هذا على شركات وليدة كما ينطبق على أسماء كبيرة في السوق مثل أوبر وسويفل.
في هذا المقال، نأخذ نظرة مدققة في عالم الstartup لنعرف لماذا تفشل شركات شهيرة رغم تمويلها الذي يقدر بالملايين. لذا، سواء كنت من رواد الأعمال الذين لديهم أفكار مشاريع جديدة أو كنت مدير لإحدى شركات الstartup وترغب في تحقيق ربح من خلال شركتك، أكمل قراءة هذا المقال لتتعرف على اسباب فشل الشركات الناشئة حتى تتمكن من اتباع استراتيجية جديدة تنقذ مشروعك من الصعوبات التي تواجهها الكثير من الشركات الناشئة مؤخراً.
لنعرف أولاً ما هي المشروعات الناشئة (Startup)
ربما يكون أحد الاسباب الرئيسية في فشل مشروعات ناشئة هو عدم الادراك الكامل لمعنى مصطلح شركة ناشئة (Startup)وما هو الغرض من تلك المشاريع. قد تكون رومانسية فكرة المشروع الناشئ في حد ذاتها تجعل الكثيرين يتخطون مرحلة التخطيط للمستقبل وللخطوة التي تحول الشركات ناشئة من مشروع ممول من مستثمرين إلى شركة ناجحة تحقق ربح وتتحمل تكاليفها بنفسها.
شرح مبسط للشركات الناشئة (Startup)
في الماضي، كانت الشركات ناشئة مرحلة أولية من حياة الشركة التي تهدف إلى النمو بشكل سريع، أما الآن، وخصوصاً بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، فإن الشركات ناشئة، وإن كانت أيضاً مرحلة أولية، إلا أنها لابد أن تحقق ربح عن طريق إدارة عملياتها بطرق مبتكرة وبأقل الأصول والموارد والتكاليف.
أشهر النقاط المحددة للشركات ناشئة هي أن هذه الشركة يجب أن تكون قائمة على فكرة جديدة وغير مسبوقة تقوم بتغيير العالم بشكل ما. الفكرة المثالية للشركات ناشئة تقدم للسوق منتج أو خدمة جديدة لم تكن موجودة من قبل وتساعد المستهلكين أو المستخدمين في حل أحدى المشكلات الأساسية. بفكرة كتلك، يجذب رائد الاعمال، صاحب الفكرة، انتباه المستثمرين ليقوموا بتمويل شركته والاستثمار فيها.
هنا، نستطيع أن نتفهم مدى صعوبة الإتيان بفكرة غير مسبوقة على هذه الشاكلة، لذا، ومع مرور الوقت، أصبحت الفكرة لايجب أن تكون “غير مسبوقة”، ولكنها يجب أن تكون جذابة وتعد بالربح الوفير لتجذب إهتمام المستثمرين لتوفير لتمويل اللازم لتأسيس الشركة وبدء العمل.
طبقاً لمجلة فوربس، يعتمد مفهوم الشركات ناشئة بشكل أساسي على الإبداع، حيث تقدم الشركات الناشئة حلول لا يمكن منافستها لمشكلة ما لدى المستخدم أو حتى منتج بديل، وهذا ما يميز الشركات ناشئة عن الاعمال التقليدية، كأن يفتح رائد الأعمال مطعماً أو محلاً لبيع الكتب على سبيل المثال.
فمثلاً، أن تبدأ مشروع مطعم، فهو مشروع تقليدي له خطواته ومتطلباته المعروفة والمعتادة، ولكن أن تبدأ خدمة بيع أطعمة معدة للطهو عبر الانترنت مثل موقع Hello Fresh يعد شركات ناشئة لأنه يقدم حل جديد لمشكلة أزلية وهي “ماذا سنأكل اليوم، وكيف؟”.
بالمثل، فإن بدء مشروع لبيع الكتب عن طريق مكتبة أو محل، هو خطوة تقليدية بمراحل معروفة، أما خدمة Audible للكتب الصوتية، فهي تعد شركات ناشئة لأنها قدمت طريقة جديدة لقراءة (أو سماع) الكتب.
أن يبدأ مشروع بدون أن يكون لديه أي أموال!
بالاعتماد على جاذبية الفكرة، يبدأ رائد الاعمال، صاحب الفكرة، في جذب المستثمرين ليقوموا بدعم فكرته بالتمويل اللازم لبدء العمل والانتاج. وعندما تبدأ الفكرة في الانتشار وجذب انتباه المستخدمين الذين يقومون بشراء المنتج او تحميل التطبيق، يقوم المزيد من المستثمرين بدعم الشركة الوليدة بمزيد من التمويل الذي يسمح لها بالتوسع. عند هذه النقطة، ورغم انتشار الفكرة ونجاحها، فإن الأموال التي تحصل عليها الشركة بنجاح فكرتها ليست عبارة عن أرباح، وإنما تمويل واستثمار فقط من حاملي الأسهم والشركاء الجدد.
بكل هذه الملايين، تسعى شركات الناشئة عادةً لهدف أساسي وهو النمو والتوسع بأي تكلفة وبأي ثمن. كنتيجة لهذا المبدأ، أصبح أصحاب فكرة الشركات ناشئة يلجأون للتركيز على جعل الفكرة جذابة لمستثمر وليس المستهلك للحصول على الاموال عبر الطريق السهل بدلاً من بذل الجهد لبناء قاعدة مستهلكين تدر الأرباح على الشركة. بالتالي، نجد العديد من شركات الشركات ناشئة تتوسع وتفتتح فروع جديدة في عدة بلدان حول العالم قبل أن تتمكن الشركة من تحقيق الربح اللازم لتغطية حتى تكاليفها الأساسية!
تحذير: الأخطاء الواردة في مشروع الشركات ناشئة
مما سبق، يبدو واضحأً أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل الشركات ناشئة (Startups) هو عدم وجود التمويل الكافي الذي يسمح للمشروع بالاستمرار وتحقيق هدفها الأساسي وهو النمو. بينما قد تبدأ هذه المشكلة مبكراً في بداية حياة الشركات ناشئة حيث يفشل صاحب الفكرة في الحصول على اهتمام المستثمرين، وبالتالي يفشل في الحصول على أية تمويلات لبدء مشروعه، تكون هذه المشكلة أكبر بكثير إذا حدثت بعد بداية ونمو وتوسع الشركات ناشئة كما حدث مع بداية الركود الذي سببته حرب روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022.
في القسم القادم من هذا المقال، سوف أشرح تأثير هذا الركود على شركات الشركات ناشئة، ولكن أولاً، لنلق نظرة على أسباب أخرى قد تؤدي لفشل الشركات ناشئة:
- المؤسس ليس شغوفاً بفكرته بما يكفي لجعلها تنجح
- المؤسس ليس لديه ما يكفي من الخبرات في المجال الذي يقوم بتأسيس شركته فيه
- السوق ليس مستعداً لاستقبال وتقبل فكرة المنتج أو الخدمة المطروحة
يجب أن تتغير الأهداف الحالية للشركات ناشئة لهذه الأسباب
شهد العالم عدة تغيرات جذرية في العامين الماضيين، وأثرت تلك التغيرات في كل نواحي الحياة حول العالم بما في ذلك عالم الاعمال والسوق عموماً. بسبب الوباء الذي أصاب العالم في 2020 والحرب التي تبعته في اوروبا، يمر العالم الآن بأزمة اقتصادية حيث أثر الركود الاقتصادي على الافراد والشركات. يتوقع بعض الخبراء أن يمتد هذا الركود ليماثل أزمة الكساد الكبير التي ضربت العالم عام 1929 واستمرت لعشر سنوات.
ظهر التأثير المباشر لهذا الركود على عالم الشركات ناشئة حيث يمكننا أن نقول بوضوح أن عصر شركات اليونيكورن Unicorn التي تبدأ بفكرة جديدة لتتخطى قيمتها السوقية المليار دولار في وقت قياسي قد انتهى في الفترة ما بين عامي 2020 و 2022.
بسبب الكساد الذي يعاني منه العالم، يمتنع الكثير من المستثمرين من المغامرة بأموالهم في تمويل أفكار شركات ناشئة قد لا تدر أي ربح لمدة 10 سنوات على الاقل، إلا أن هذا ليس هو التحدي الوحيد الذي يواجه الشركات الناشئة (Startup)
أصبحت شركات شهيرة ظلت تعمل في السوق كشركات نشائة بنجاح لسنوات عديدة تواجه مشاكل بسبب نقص التمويل. فنجد أن شركات مثل أوبرأو سويفيل، وغيرهما من الشركات العالمية والمحلية، قد تواجه قرار بتسريح ما لا يقل عن 10-15% من عمالتها .
ظهرت هذه المشكلة بسبب خطأ جسيم ارتكبته هذه الشركات وهو أنها ظلت في مرحلة الشركات ناشئة معتمدة على التمويل من المستثمرين أطول من اللازم بدل من التركيز على كيفية خلق ربح يغطي تكاليف الشركة.
يرجع السبب وراء ارتكاب هذا الخطأ هو سياسة شركات الشركات ناشئة بأن تنمو بأي تكلفة. وقد اتبعت كل شركات الشركات ناشئة هذه السياسة لمدة عقد أو أكثر من الزمن ونجحت هذه السياسة بالفعل طوال هذه المدة. تحصل الشركة على الملايين من الدولارات من المستثمرين ثم تقوم بإنفاق هذه الأموال على التوسع وافتتاح فروع ومكاتب جديدة في مواقع مختلفة حول العالم دون تطوير عملياتها أو انتاجها بشكل كافٍ أو فعال بما يسمح بتحقيق ربح يذكر.
كانت هذه الاستراتيجية ناجحة حتى جائت حرب روسيا على أوكرانيا وتأثر الاقتصاد العالمي مما جعل معظم المستثمرين يمتنعوا عن الاستثمار في أية مشاريع لن تدر عائد قبل سنوات طويلة. كنتيجة، توقف التمويل الذي تعتمد عليه كثير من شركات الشركات ناشئة الناجحة وأصبحت هذه الشركات تواجه أزمة حيث لا تحقق الشركة ربح يكفي تغطية تكاليفها مما أدى لفقدان العديدين لوظائفهم في هذه الشركات.
يمكننا الآن استنتاج أن استراتيجية حرق المال لتحقيق مزيد من التوسع قد انتهت لدى جميع الشركات وأن هذه الاستراتيجية لم تعد ناجحة على الإطلاق.
الاستراتيجية البديلة: تحقيق نتائج بأقل تكاليف!
إذا كنت تعتقد أن الشركات ناشئة (Startups) قد أصبحت فاشلة بالكلية بسبب الظروف الاقتصادية الحالية فأنت مخطئ! يجب أن أوضح أن هدفي من كتابة هذا المقال ليس إصابتك بالإحباط، وإنما عرض فكرة بديلة سوف تسمح لشركات الشركات ناشئة بالتأقلم على الوضع الاقتصادي الجديد والاستمرار في سوق لم يعد الحصول فيه على تمويل بملايين من المستثمرين ممكناً بسهولة. ببساطة، إن هدفي هو الإشارة للأمل الموجود على الجانب الآخر من الطريق!
الأوقات الصعبة تطلب حلولاً جذرية، ويجب علينا الاعتراف بأن الوقت قد حان لتغيير طريقة نظرتنا وتنفيذنا للشركات الناشئة (ٍStartups). إذا استمرينا بالتحرك تجاه هدف “النمو بأي تكلفة”، فإن الفشل هو المصير لا محالة. لقد حان الوقت لنواجه حقيقة أن عصر شركات اليونيكورن(unicorn) سريعة النمو قد انتهى.
الحل الآن هو أن نتحول من استهداف النمو والتوسع بأي تكلفة إلى تحقيق النتائج والربح بأي ثمن. إن كنت تفضل التشبيهات، بإمكاني أن أقول لك: إنس اليونيكورن (unicorn) وفكر في الجمل!
بشكل واقعي، حيوان اليونيكورن (unicorn) هو حيوان خرافي لا وجود له من الأساس، بينما الجمل هو جزء أصيل من ثقافتنا العربية وبإمكاننا تعلم الكثير من سلوكه. يعلم أصغر طفل بالمدرسة أن الجمل يسمى سفينة الصحراء لأن بإمكانه أن يسافر لمسافات طويلة في الحرارة العالية والجو الجاف على ما اقتات عليه من الماء والطعام منذ أيام مضت، وهكذا يجب على شركات الشركات ناشئة أن تكون!
يجب أن يظهر جيل جديد من رواد الأعمال المتفهمين لظروف السوق الجديدة ويكون لديهم الوعي الكافي لوقف سياسة حرق المال من أجل التوسع وأن يبدأوا في استخدام ما لديهم من أموال سواء عن طريق التمويل أو غيره لتطوير عملية الانتاج في شركاتهم لكي تستطيع الشركة تحقيق ربح يغطي تكاليفها في أسرع وقت.
بمعنى آخر، يجب على مؤسسي الشركات ناشئة أن ينسوا أمر النمو والتوسع في بداية حياة شركاتهم ليركزوا على تحقيق النجاح الفعلي والذي يمكن ترجمته لدخل مادي تحققه الشركة عن طريق بيع منتجاتها وخدماتها. بمجرد بدء تحقيق دخل، ومن ثم الربح، ستجد أن المستثمرين ينجذبون تلقائياً لشركتك ويودون تمويلها!
سواء بدأت بالحصول على تمويل أم أنك مازلت معتمداً على دخل شركتك مهما كان قليل أو كثير، يجب أن تترك هدف التوسع إلى مواقع جديدة وتركز كل جهود شركة الشركات ناشئة الخاصة بك في أن تغطي التكاليف وتعيد استثمار أية أرباح زائدة داخل الشركة نفسها. بالمثل، يجب أن تتجنب تعيين المزيد من الموظفين بالقدر الذي يزيد عن قدرات الشركة في دفع رواتبهم اعتمادا على دخل الشركة ودون الاعتماد على الاستثمارات الخارجية. لذا سيتطلب منك الأمر أن تعثر على الطريقة المثالية لتحقيق نتيجة بأقل التكاليف، وستجد طرق ذكية وحلول مبدعة لشركتك لتحقق نتائج بأقل رأسمال. لا تقلق، لن يستمر هذا الأمر طويلاً. فمع فكرتك الجديدة ومنتجك أو خدمتك المميزة ومع تقليل التكاليف، ستجد أن الشركات ناشئة الخاصة بك بدأت بالفعل بتحقيق أرباح في وقت قصير.
قاموس الشركات ناشئة الجديد: 10 مصطلحات يجب استبدالها في عالم الشركات ناشئة 2022
تتحكم اللغة في طرق تفكيرنا. لذا من الضروري أن نلتفت إلى المصطلحات التي يجب أن نستخدمها إذا كنا نريد تغيير طريقة نظرتنا وتفكيرنا في أهداف الشركات ناشئة.
ماهية المصطلح | المصطلح قبل 2022 | المصطلح بعد 2022 | سبب تغيير المصطلح |
طموح الشركات ناشئة | يونيكورن unicorn | جمل camel | اليونيكورن (unicorn) حيوان خرافي، بينما الجمل معروف بقوة التحمل والإصرار على الوصول لهدفه |
الأموال التي يتم ضخها في الشركة | تمويل fund | مبيعات/أرباح cash flow | تحويل التركيز من أموال المستثمرين إلى دخل تحققه الشركة بنفسها لتكتفي ذاتياً |
نحتاج إلى إقناع من؟ | المستثمرين investors | المستهلكين customers | التركيز على المستهلك لإقناعه بالمنتج أو الخدمة حتى تحقق الشركة دخلاً وأرباحاً |
كيفية الحصول على المال | جمع تمويلات/استثمارات raising funds | زيادة عدد المستهلكين customer acquisition | وقف عملية جمع التمويلات للتوسع واستبدالها ببناء قاعدة مستهلكين لتحقيق دخل يعتمد عليه |
طريقة استخدام الأموال | حرق المال للتوسع cash burn | تكاليف عمليات الشركة operating expenses | وقف حرق التمويل لفتح فروع جديدة والتوسع السريع ليبدأ التحول إلى استخدام المال لتحسين عملية الإنتاج وتطوير جودة المنتج/الخدمة من أجل المستهلك |
الهدف | النمو/التوسع growth | تغطية مصروفات الشركة sustainability | تحويل الهدف إلى أن يغطي المشروع تكاليفه عن طريق الأرباح قبل التفكير في التوسع لمواقع جديدة في العالم* |
الطريقة | العمل بجهد كبيرwork hard | العمل بذكاء أكبر work smart | بدل من أن يعمل الموظفين بجهد أكبر لساعات أطول حتى يتم افتتاح فروع جديدة، كرس الجهد لميكنة معظم عمليات الشركة للحصول على أكبر نتائج بأقل موارد. |
ماذا تحقق الشركات ناشئة | شهرة العلامة التجارية/ الترافيك traffic | تحويل الترافيك إلى مال monitization | مهما كانت علامة شركتك التجارية معروفة، يجب أن تسعى لتحويل هذه الشهرة إلى أموال. |
محط التركيز | تحقيق أي نوع من الدخل revenue | الوصول لنقطة مساواة المصروفات مع الأرباح breakeven | يمكن للدخل أو الأرباح أن تتحول لخسارة إذا كانت التكاليف أعلى، لذا يجب التركيز على مساواة التكاليف بالدخل على أقل تقدير.** |
أين تذهب الأموال التي يتم ضخها في الشركة؟ | توزيع الأرباح والأسهم dividends and shares | إعادة تدوير رأس المال working capital cycle | يجب البدء في التفكير في توزيع الأرباح والأسهم عندما تكون الشركة راسخة في السوق وتحقق أرباح زائدة عن تكاليفها، بينما يجب على الشركات الناشئة أن تعيد تدوير دخلها لتحسين عملياتها الداخلية وزيادة الأصول للمساعدة على تطوير ونمو الشركة الناشئة. |
*انهارت العديد من الشركات أثناء الأزمة الأخيرة بسبب التركيز على التوسع بدلاً من التركيز على تغطية تكاليف الشركة لنفسها بنفسها. شركات شركات ناشئة مثل شركة التجارة الإلكترونية Fast والتي حصلت على تمويل يقدر ب 124 مليون دولار من 11 مستثمر، و Modsy التي أغلقت في 2022 برغم حصولها على تمويل حوالي 72.2 مليون دولار، و Clickatell والتي خسرت وأغلقت ولم ينقذها تمويلها المقدر ب 109 مليون دولار، فشلت كل تلك الشركات بسبب تركيزها على التوسع بدلا من تغطية تكاليفها.
**عندما بدأ ستيف جوبز شركة Apple، لم يبدأ بماله الخاص، بل بدأ بقرض. لكن الفارق أنه لم يكن يستهدف النمو والتوسع إلى فروع جديدة لا تحقق أي عائد، بل كان هدفه من وراء القرض أنه رأى فرصة مجدية ومربحة ولم يشأ أن يفوتها. ولم تكن الفرصة مربحة بما يكفي لسداد القرض ورد أموال المستثمرين فقط، بل كانت كافية لتغطية تكاليف المشروع فيما بعد.
هكذا كان يفكر رجال الأعمال الناجحين في فترة السبعينات والثمانينات وهكذا أداروا أعمالهم، ولهذا، صنعوا من شركاتهم أسماء تساوي ملايين الدولارات وستخلد في عالم الأعمال لعقود طويلة.
في النهاية: قلل تكاليف شركتك وقم بتحضير خطط بديلة للأزمات
التصرف بمرونة طبقاً للظروف الحالية هو الحل الأمثل حتى تنجو الشركة في ظل سوق بات صعباً النجاة فيه للشركات الناشئة. بناءاً عليه، يجب على شركات الشركات ناشئة أن تجد أكثر الطرق ذكاءاً لتقليل تكاليفها. يجب أيضاً وضع أكثر من خطة لمواجهة أي ظروف صعبة جديدة قد تطرأ على السوق.
على سبيل المثال، أثناء الربيع العربي 2010-2012 كان يجب على العديد من الشركات التي تعمل في العالم العربي أن يكون لديها خطط لمواجهة الأزمة حتى تنجو من التقلبات وتبعات الأحداث السياسية.
على الجانب الآخر، عند بداية الوباء في 2020، لم يكن من الممكن أن تواجه أية خطة احتياطية كارثة ضربت العالم بأكمله مثل فيروس الكورونا. فلا يمكننا لوم الشركات التي فشلت على سوء التخطيط مثلاً في مواجهة كارثة عالمية مفاجئة.
ما أحاول قوله هنا هو: يجب التخطيط لمواجه الأزمات مع الاستعداد بالمرونة اللازمة للتماشي مع الأحداث المتقلبة والتغلب على الشعور بالخيبة أمام أية تغيرات قد تؤثر على العالم كاملاً.
رأيي أنه مازال في العالم مكان لصعود ونجاح شركات شركات ناشئة بأفكار مبدعة وجديدة، ولكن يجب على هذا النموذج من الشركات أن يكون بالمرونة الكافية للنجاة من الأزمة التي يواجهها الجميع الآن والتي قد تمتد لأعوام قادمة.